مرثية في ذكراها - للشاعر الكبير علي كمال

يسالون ..يتحيرون
لمن تكتب الاشعار
وترسم قلبا و سهما
علي جزوع الاشجار
وترسم حلمك ورده و فله
وضفاف انهار
و الحزن في عيونك
يفيض بحارا و بحار .
قلت ..لها ..
فهل تعرفونها.....
هي القصيده
هي الهيام
هي الحكايه ..و الروايه
هي اجمل ما كتب
في قصص الغرام
هي الناعمه كالقطيفه
الملساء كالرخام ...
كانت العصافير
في راحتيها تنام
حبيبتي
يا عطرا بذاكرتي
يا طيرا يسافر في الغمام
ماتت ..حبيبتي
فمات في حلقي الكلام
ماتت
القمر في السماء
يبكي
و النجوم تسال عنك
كل غمامة مطر
تسال عليك
تبكي مطرا اسود عليك
رحلت صامته
ويدك تتشبث بيديا
تري بعدك من يسال علي
حبيبتي ..زوجتي
يا وترا يغني
يا رمحا في قلبي
يا غابة خيرزان
يا رفيقة العمر
يا اجمل من زهرة اقحوان
بعد رحيلك
ضاقت بي الدنيا
ضاق بي البحر
ضاق بي المكان
ماتت ..من كان
ليس مثلها اثنتان
قنينة عطرك ماذالت
في نفس المكان
اساورك ...خواتمك
في نفس المكان
كلما نظرت اليها
تعاودني ذكراك
اشعر بالغربه ..
افتقد الامان
كانك تطلين علي من المرايا
من الشموع من الكؤس
من الحروف
فانت كل الحكايا
ماتت .
تلك الصفصافه
التي ارخت ضفائرها علي
الحزن يعتصر قلبي كالبرتقاله
والكلمه تضيع مني
تضيع مني العباره
تصير اللغه في رثاءك
لغه محاله
وانا الذي في حبك
علمت العصافير
كيف تنقل رسائل الغرام
اعجز الان ان اكتب لك رساله
فنامي مطمئنه
فمنذ تركتي فراشي
وتواريت خلف الحجاره
هجرني النوم
هجرتني الحياه
صرت كمسرحيه
اسدلت عليها الستاره 

...
بقلم علي كمال ..