عاهدتك يا وطن - للشاعر وجيه محمد

يا أمة الحرف
يا أمةَ السماءِ والإباء
أين العقل؟
أين العلم؟
أين الوفاء؟.....
أين أحراركم
أين الشرفاء؟....
لم يسمع النيام صوتي
والموتى ساهرون
يسخرون
يتألمون
يتحسرون
آهٍ لو يرجعون....
مئات الملايين في سبات
في رقاد...
لم يسمع الأموات
صوتي ولا النداء
لا وجود للأحياء ....
لم يشرق الفجر
ولم يتنفس الصباح
ولم تتغنَّ الزهور بمجدها
لم يفصح الورد عن عطره
ولا الحب أدرك الحنين والفلاح
وقطرة الوفاء....
والخيانة أشرقت بغيِّها
والغدر درجات....
والجهل قاتل النبلاء
محطم الآمال
مدمر الأوطان
ومبيد العلم والعلماء
والورود والإباء....
والخبث والمال والدَّهاء
يضحكون ويمرحون
في الأرضِ والسماء....
يكبِّلونَ الناس
في قيود الأسر والبغاء
في معظم الأرجاء
ويهدمون الفكر
ويحطمون العقل
يدوسون الحبَّ والوفاء
ثم يُقْبِلون بثيابِ الشرفاء
يحفظون ألفاظهم
يُقلدون حركاتِهم
ويسرحون ويمرحون
ويحاضرون باسم العفة
باسم السماء
والوفاء.....
هؤلاء يا سادتي هم النبلاء. ..
أين أحرار الكون؟
وأينَ عدالة السماء؟...
ومحقِّقُ حلمِ الأنبياء
وأين الشرفاء؟....
منذ مئات السنين
لم يشرق الفجر بعطر الأنبياء
والقيد ما زال يكبل الأعناق
بالجهل بالمكر بالخداع
بالمال والجاه والسلطان
بالخيانة والظلم والنفاق
وقلة الأحرار
والموت والدمار
والعيش في الحضيض
في رحاب الذل والرذيلة
بلا حرية....
بلا نور ولا إنارة...
في أسفل الحضارة
بنير العبودية....
-------------------
وجيه محمد